من هم الذين سَيُخططفون في وقت النهاية؟ متى؟ وكيف؟


يعتقد الكثيرون خطأََ بأنَّ المؤمنين سوف يُخططفون قبل الضيقة العظيمة التي يجلبها المسيح الكذاب على البشرية, وبأَنَّ الضيقة لن تصيب إلا من بقي على الارض من غير المؤمنين بعد ألإخططاف, ويتناسون بأنَ كنيسة المسيح الاخيرة لاودوكية ستبقى على الارض بعد الإخططاف, فسوف يبقى الايمان لدى أفراد هذهِ الكنيسة حتى اليوم الاخير للعالم أجمع, وتمر هذهِ الكنيسة بجميع أهوال الضربات التي تقع على الارض في زمان صب الجامات السبع الاخيرة على العالم أجمع.

 

ونسأل معتقدي فكرة إختططاف المؤمنين قبل الضيقة؟ إن كانَ المؤمنين قد خُطفوا ولم يبقى لهم وجود على الارض! فما تفع المسيح الكذاب من الضيقة العظيمة إِنْ هو جلبها على غير المؤمنين؟ فهم أولاََ وآخراََ هالكون وسيذهبون عاجلاََ أم آجلاََ  معهُ إلى جهنم النار حيثُ يمكنَهُ إيقاع العذاب بهم أَبدياََ! فألهدف الاساسي من الضيقة العظيمة هو جعل المؤمنين بالفداء الإرتداد عن إيمانهم لإسقاطهم في المعصية والإيقاع بهم لإفشال خلاصهم. وبألإضاقة إلى ذلك فإنَّ غير المؤمنين لايهمهم طاعة المسيح الكذاب في كل ما يطلبهُ منهم وبالتالي يتجنبوا سخطهُ وغضبهُ, فتفشل الضيقة ولا تأتي بأيةِ ثمارِِ للمسيح الكذاب..

فمتى يأتي الرب؟ متى يأتي الرب في مجدهِ في وقت النهاية؟

 فيقول القديس بولس عن يوم مجيء المسيح الرب:

2 تسالونيكي ( 2 ـ 1 )  ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ، ...  (3) لا يخدعنكم أحد بـوجه من الوجوه لانه لابـد أن يسـبـق الارتـداد اولا و يظهـر إنسان الخطيئـة إبـن الهلاك (4) المعاند المترفع فوق كل ما يُـدعى الهاََ أو معبوداََ حتى أنهُ يجلس في هيكل الله ويري من نفسه إنه هو الله.

أي لا يأتي الرب يسوع المسيح, إلا بعد أن يتم شرطان وقد جمعهما القديس بولص برسالتهِ بواو العطف وهما:

1 - لاَ يَأْتِ الرب:  إِنْ لَمْ يَأْتِ الاِرْتِدَادُ أَوَّلاً، اي الارتداد عن الدين والايمان.

2 - وَ يظهـر إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ , أي يظهر المسيح الكذاب.

وبعد إستكمال هذان الشرطان يأتي الرب يسوع المسيح في مجدهِ.

ومجيء الكذاب يسبقهُ مجيء الشاهدين ولمدة 1260 يوماََ حيثُ يقوم الكذاب بقتلهما اولاََ, كما ورد ذلك في الرؤيا (11 – 7).

وقبل الاخططاف هناك ختم المؤمنين وهذا يتم بعد الزلزال العظيم الذي يلي فتح الختم السادس كما في رؤيا يوحنا, وهولاء سيختمون لكي لا تصيبهم الضربات والاهوال التي ستقع على اتباع الكذاب بعد فتح الختم السابع والابواق السبعة التي تليه. فتذكر الرؤيا:    (الرؤيا (9 -4): وأُمِرَ (الجراد) أن لا يضر عشب الارض ولا شيئاََ مما هو أخضر ولا الشجر إلا الناس الذين ليس في جباههم ختم الله.

(اي يمنع ألجراد الخارج من الآتون من إلحاق أي ضرر بما هو أخضر والاشجار ومن عليهِ ختم المسيح على جباههم – فواجبهُ هو فقط إيقاع الضرر بأتباع الكذاب الذين ليس على جباههم ختم الله ).

 

وبعد أنْ يُعلو صوت بوق رئيس الملائكة ( البوق السابع والاخير) يأتي المسيح الحي المُمجد في ملكهِ مع ملائكتِهِ وقديسيهِ , فتبداََ القيامة الاولى ويليها الإخططاف كما ورد ذلك في:

 

1تسالونيكي (4 – 13) : ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. 14 لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ. 15 فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. 16 لأَنَّ الرَّبّ نََفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. 17 ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. 18 لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ.

 

 الاخططاف كما ترون يتم بعد القيامة الاولى والتي هي قيامة الراقدين بيسوع أي المؤمنين الذين ماتوا من اجل المسيح (اي الشهداء), وهولاء سيحضرهم المسيح معهُ عند إنطلاق صوت بوق رئيس الملائكة (البوق السابع والاخير وتسميهم الرؤيا بالقديسين الذين سيجلبهم المسيح معهُ)  فهولاء سيقومون أولاََ  في القيامة الاولى.

 

ثُم جميع الاحياء الباقين من المؤمنين يخططفون ويُلاقوا المسيح في الجو وليس على الارض.

 

القديس بولس الرسول الذي آلت إلى سمعِهِ بعض ألأسرار التي لا يجب نشرها من رؤيا يوحنا كشف أحد الاسرار عندما قال"وها أنذا أكشفُ لكم سراََ" ولكنهُ لم يكن يعلم متى سيكون وقت وزمان التهاية, فهو الآخر إِعتقدَ متمنياََ بأَنَ عودة الرب ستكون في أَيامِهِ فقالَ في رسالتهِ ألاولى إلى كورةتس (15 – 51 / 52) " عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ"  أي كان يتوقع أن يكون أحد المخططفين وبهذا لن يرى الموت. ولكنهُ مات فعلاََ قبل الإخططاف بكثير , لا بل وقُطِع راسه في عهد نيرون بعد حريق روما كما تقول بعض التقاليد!

1كورنتس (15 – 49): وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ سَنَلْبَسُ أَيْضاً صُورَةَ السَّمَاوِيِّ 50 فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْماً وَدَماً لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ. 51 وها إِنّي أكشفُ لكم سِرًّا: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا وَلَكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، 52 فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ. 53 لأَنَّ هَذَا الْفَاسِدَ لاَ بُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ وَهَذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ 54 : وَمَتَى لَبِسَ هَذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ وَلَبِسَ هَذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: "ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ ."  

 

أَي إِنَّ أَحداث النهاية هي كألآتي:

 

1-      يأتي الارتداد اولاََ , وهذا قد بدأَ فعلياََ من بعد موت المسيح وظهور الهرطقات الاولى وإِنكار الصلب والفداء والقول بأَنَهُ قد شُبِهَ بصلبِهِ, وهو آخذُُ في الازدياد على ممر الوقت ومروراََ بوقتنا الحالي , وسيكتمل بوجههِ النهائي قبل ظهور المسيح الكذاب.


2-      ظهور الشاهدين الذي يسبق ظهور المسيح الكذاب بحدود ثلاث سنوات, وسيشهدون للعالم أجمع ويُنبهونهم عن شرِ أعمالهم وإيمانهم المعوج ويقوم المسيح الكذاب بقتلهم بعد مرور 1260 يوماََ على ظهورهم. ] الرؤيا (11 – 7)[.


3-      ظهور المسيح الكذاب في أورشليم الارضية (الختم الخامس) ويكون اول أعماله هو قتل الشاهدين وفي مدينة القدس بالذات ( أورشليم الارضية) ومن ثَمَ يُنزل الضيقة العظيمة بالبشر وخاصة بالمؤمنين بخلاص وفداء الرب يسوع المسيح من أعضاء كنيسة فيلادلفيا[... الرؤيا (3 - 12) مَنْ يَغْلِبُ... .. وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلَهِي، (أي ختم المؤمنين) [ وبكل من لا يقبل بوضعِ علامته على  جبهتهِ او يده اليُمنى. ومدة ظهور الكذاب هي زمان وزمانين ونصف زمان أي ثلاث سنوات ونصف (دانيال الفصل السابع).


4-      حدوث الزلزال العظيم ( زلزال الختم السادس). وهوعلامة بداية نهاية حكم وسيطرة المسيح الكذاب.


5-      ختم المؤمنين الذين نجوا من الضيقة بختم الله الحي على جباههم, لكي يتم تميزهم عن اتباع الكذاب, لكي لا تُصيبهم الضربات والأهوال التي تلي فتح الختم السابع والابواق السبعة التي تليهِ.


6-      بعد البوق السابع, (بوق رئيس الملائِكة)  يأتي الرب يسوع في مجدهِ مع ملائكتهِ وقديسيهِ الذين ماتوا من أجلهِ .


7-      تبدأ القيامة الاولى  للقديسين الذين يجلبهم المسيح معهُ. وتتحول أجسادهم بعد قيامتها, من اجساد ارضية قابلة للفناء إلى أجساد سماوية, أسوةََ بقيامة رب المجد من الاموات. (كما في كورنتس الاولى الفصل 15 -  52 أدناه).


8-      هنا وبعد القيامة الاولى (تذكروا - لا نسبق الراقدين!) يبداََ ألإِخططاف لجميع للمؤمنين الذين سبق وأَنْ خُتِموا بعد الزلزال العظيم). فتتغير أجسادهم الارضية القابلة للفناء إلى أجساد سماوية ومن دون أن يمروا بالموت الجسدي, ويُرفعون إلى السماء ليُلاقوا المسيح في الجو (الهواء) وليسَ على الارض.


9-      تبدأ سبع جامات الغضب الألاهي التي يصُبَها سبع ملائكة على أتباع الكذاب (فالمُخططفين من المؤمنين لا تُصيبهم ضربات الجامات السبعة لأنهم الآن مع المسيح في الجو , وللعلم فإِنَّ ضربات الابواق السبع تصيب ثلث كل شيْ, أما ضربات الجامات السبع فهي تُصيب كل شيْ وكل من هو موجود على الارض وما عليها.


10-   أثناء وفي مرحلة الجامات السبع سيكون هناك أيضاََ من كان يؤمن بعض الشيء بفداء الرب [هَكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، لا حارٌّ ولا بارِد، فقد أَوشَكتُ أَن أَتَقَيَّأَكَ مِن فَمي..... الرؤيا (3-  15/ 16 )[ , وأيضاََ من يدخل ويقبل الايمان متعضاََ مما يجري ( وهولاء هم كنيسة المسيح الاخيرة على الارض – كنيسة لاودوكية).


11-   بعد أن يصب الملاك السابع جامه على الهواء, وتحدث الزلزلة الاخيرة العظيمة وتسقط حجارة البرد العظيمة على البشر تسقط كل مدن الاممََ.


12-   بعد هذا كله وبعد فترة علمها عند ربي فقط  فالزمان متوقف ولا يمكن عد الاوقات والسنين بعد [ رؤيا (10 – 6) ولا يكون زمانُُ بعد[  ,  تقوم القيامة الثانية والدينونة وتسميهم الرؤيا بالأموات ( لأَنَ دينونة كل من لم يكن مؤمناََ بالفداء هي الموت الابدي الروحي والجسدي). وكل من لم يوجد اسمهُ في سفر الحياة يرمى في جهنم النار الابدية.


وقد صدق القول:

"إِنَّ كل المومنين الذين امنوا بالرب يسوع ونالوا مغفرة الخطايا بدمه الطاهر الثمين لن يروا اي دينونة"  (اي لا يُحاسبون لا في القيامة الاولى ولا في القيامة الثانية والدينونة, فقد دفع المسيح ثمن خلاصهِم على الصليب.).

رومية (8 – 1): إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ.


نوري كريم داؤد

14 / 6 / 2009



"إرجع إلى ألبداية"